أتى حمزة فترك أطفاله وأهله وداره وعقاره وأتى بثيابه الممزقة التي تستر جسمه الطاهر، فقاتل في أُحد حتى قتل، فكان أسد الله في أرضه، وكان سيد الشهداء في الجنة، وأتى أنس بن النضر، فرأى الناس فروا يوم أحد، فأقبل إلى الله وشم ريح الجنة من دون أحد، فقتل وضرب بأكثر من ثمانين ضربة، وأتى خالد وسعد فباعوا أرواحهم من الحي القيوم.
هذه أعظم المنة وأعظم الصدقة والبذل: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ} [التوبة:111].