الجود بالوقت: أن تجعل وقتك للمسلمين، فتذهب إلى المريض في المستشفى أو في بيته فتواسيه، وكم تعادل زيارتك للمريض من الأجر والمثوبة، إنك تدخل الأنس عليه والفرج بعد فرج الله عليه، إنك تدخل ماء الحياة إلى قلبه، إنك تغرس شجرة الأمل في نفسه وفي روحه، وتعود مأجوراً.
ومنها أن تصل الأرامل وأن تتفقد المحتاجين: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل:96] {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ} [التوبة:109] أفمن بنى حياته ومستقبله على بر وخير وأصالة ومعروف.
{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ} [التوبة:109] أسس قواعده على المعصية، أسس قواعده على الجريمة، على البغض للمسلمين، على تنكيد حياتهم، على تنغيص عيشهم، على التثلج بدمائهم وأموالهم {عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ_ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة:109].
ما أحسن المعروف! وما أحسن الجميل! يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه: [[ما أحسن الجميل! والله لو كان الجميل رجلاً لكان حسناً، ما أقبح القبيح! والله لو كان القبيح واللؤم رجلاً لكان قبيحاً]].
جاءه رجل فاستحيا أن يسأل علي بن أبي طالب، فكتب حاجته في التراب فقال علي رضي الله عنه وأرضاه: أمسكت ماء وجهك وأعفيتنا من ذل سؤالك لألبين مسألتك فقال الرجل:
كسوتني حلة تبلى محاسنها لأكسونك من حسن الثنا حللا
والثناء من أحسن ما وضعه الله للناس في الأرض.
إنما المرء حديث بعده كن حديثاً حسناً لمن وعى
حاتم الطائي نذكره اليوم وهو مشرك، حاتم نتبجح بذكره في المجالس وهو وثني، لأنه كان كريماً جواداً.
فيا عباد الله! قوا نفوسكم من نار تلظى، وقوا وجوهكم من لفح النار، بالمعروف، بالكلمة الطيبة، بالبسمة، بالصدقة، بالزيارة، بالشفاعة لما يرضيه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، غفر الله لي ولكم، وأنقذني وإياكم من النار، وهداني وإياكم سواء السبيل، هنيئاً لكم إقبالكم على الله وتوبتكم إلى الله وثباتكم على ما يحبه الله ورسوله، وصلى الله على محمد وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.