Q هل من الجائز أن أتغزل؟ وهل الشرع يبيح الغزل؟
صلى الله عليه وسلم أما الغزل فمباح في الحدود، وأنا أحفظ منه كثيراً، والشيخ علي الطنطاوي هو أستاذنا وشيخنا، وقد زرتُه في حياتي مرتين رحمه الله، وهو يختار أجمل قصائد الغزل البرئ العفيف النظيف، وقد قطَّع قلبي بعضُه، وقد استخدمتُه في الحب وفي الدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ، حتى أن شاعر إيران السعد الشيرازي يقول:
بكت عيني غداة البين دمعاً وأخرى بالبكا بخلت علينا
فعاقبتُ التي بالدمع ضنت بأن أغمضتها يوم التقينا
وسبقه الأعور السلمي، وهو شاعر عظيم، وكل الشعراء عندي عظماء، كان له ابنٌ رزقه بعد أن كان عقيماً، فربَّاه، فلما بلغ معه السعي مات فجأة، فبكى بالعين الصحيحة، وبكت العوراء أيضاً، هي يابسة، لكنها بكت من شدة البكاء، فترجم ذلك فقال:
بكت عين ليس فيها غضاضة وعين بها ريب من الحدثانِ
عَذِيْرُكِ يا عيني الصحيحة والبكا فما لك يا عوراء والهملانِ
وهذا هو الأدب الراقي.
ومن أحسن القصائد شعر الشهرزوري، وهو عالم كبير, ولكنه تغزل في قصيدة فصارت أم قصائد الغزل، يقول فيها:
لَمَعَتْ نارُهم وقد عسعس الليـ ـلُ وضل الهادي وحار الدليلُ
فتأملتُها وفكري من البين عليلٌ وطرف عيني كليلُ
وفؤادي ذاك الفؤاد المعنى وغرامي ذاك الغرام الدخيلُ
إلى آخر ما قال في هذا الإبداع، ولا أستطرد.