Q شاب يريد التوبة والعودة إلى الله سبحانه وتعالى فما نصيحتكم إليه؟
صلى الله عليه وسلم حياك الله أيها الشاب، والله قد بسط لك يده وفتح لك باب التوبة، وأنت من أحب الناس إلى الله عز وجل فلا يتعاظمك الذنب، فإن الله يقول كما في الحديث القدسي الحسن: {يا بن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا بن آدم! لو جئتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة} والله عز وجل يقول في الحديث القدسي: {يا عبادي! إنكم تذنبون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم} فهنيئاً لك لمَّا عدت إلى الله، وهنيئاً لك لما أفقت، وهنيئاً لك لما راجعت حسابك مع الله قبل أن يأخذك الله أخذ عزيز مقتدر، فأوصيك:
أولاً: بالمحافظة على الصلوات الخمس، وأن تكثر من الدعاء إلى علام الغيوب في أدبار الصلوات، وإذا سجدت أن تدعوه بما دعاه به يونس بن متى عليه الصلاة والسلام، وأن تطرق باب الله ليفتح لك مع المفتوح لهم.
ثانياً: أوصيك بكتاب الله أن تتدبره، وأن يكون سميرك وأنيسك وصاحبك وحبيبك، فتقرأ منه يومياً ما فتح الله به عليك.
ثالثاً: أن ترافق رفقة صالحة طيبة يريدون الله والدار الآخرة، وأن تبتعد عن رفقة السوء.
رابعاً: أن تترك كل المعاصي التي كانت تقربك من غضب الله ومقته وسخطه، كاستماع الأغنية الماجنة، واجعل مكانها الشريط الإسلامي؛ شريط القرآن والمحاضرات والندوات والدروس والعبر والعظات، وكذلك أن تتقي الله في عينك فلا تنظر إلا في الحلال، واعلم أن الله سيحاسبك على جوارحك واحدة واحدة.
خامساً: أن تحفظ وقتك مع الله، وأن تقضي الوقت في المطالعة والقراءة وزيارة الصالحين؛ ليرضى الله عنك في الدنيا والآخرة وهذا هو المكسب العظيم.
خذوا كل دنياكم واتركوا فؤادي حراً طليقاً غريباً
فإني أعظمكم ثروة وإن خلتموني وحيداً سليباً