قصيدة للشيخ ناصر الزهراني بعنوان: النهر المسترخي

الأستاذ الدكتور: ناصر بن سعد الرشيد شاعر مُقل، ولكن إذا صهل ففحل من فحول الغرة، فنسأل أستاذنا شيئاً من هذا القليل ونحن نقول:

قليل منك يكفينا ولكن قليلك لا يقال له قليل

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

فلقد وصف أخي الشيخ عبد الوهاب الشاعر الكبير الدكتور: عبد الرحمن العشماوي بأنه حسان هذه الصحوة، أما أنا فيشرفني بأن أنتسب إلى هذه الصحوة ولو كنت أبا دلامتها هذه الليلة، إنما عندي في حقيقة الأمر هي قصيدة عمرها أكثر من عشرين عاماً ولقد قلتها قبل حرب رمضان، وقد كنت في ذلك الوقت في دمشق ولذلك عنونتها: "النهر المسترخي".

وقد أحسست بأن شيئاً كالسلم سيحصل، فأريد أن أسمعكم جزءاً من هذه القصيدة هذه الليلة:

أرى دمشق حداداً لف سدته على عيوني فهذا الدهر صوّان

وهذه المرجة الحسناء شاحبة ميسون غائبة عنها وحسان

النهر يجري بها مسترخياً هرماً هل صار بينهما صد وهجران

هل شخت يا بردى في عنفوان صبا أم أثقلتك انتكاسات وأحزان

أم أن وكر هوىً أضنى بحجته ينبوع كبرك أن الحب سلطان

أم أن دعوة سلمٍ بات يرهقها دعاة سلمٍ غووا والسلم خذلان

أتتك فوق جناح الليل نغمتها فشل سطوك مأجور وعدوان

أما فتئت تعيش الحزن مكتئباً قد قدموك كأن الأرض قربان

حتى ضويت هزالاً ما تحركنا خرير مائك منهوك ووسنان

إن كان ضعفك من مجرى برمت به وما يحف به حور ولا بان

فابحث لنفسك عن مجرى يليق به ولو تولد فيك اليوم عصيان

واصرفه عن قنوات ماؤها أسنٌ فآسن الماء لا يهواه إنسان

متى أراك فإن القلب مضطرب وأنت من غضب يعلوك طوفان

لتجرف الشوك عن درب الألى عزموا فالشوك في دربهم للمجد ألوان

وتغسل الأرض من أوصابها أبداً حتى تقيك فإن الأرض أدران

فالويل مستعر والظلم منتشر والعيش فيها حزازات وأضغان

تباً لمبدأ أحزاب تفرقنا وإننا في رباط الله إخوان

يوماً سنكشف عن بطلان زخرفها قد آن أن يجمع الأقوام قرآن

حتى تكون بلاد الله واحدة سهلان أيسون أو فيسون سهلان

(كلمة الملقي):

بارك الله فيك، ولا فض الله فاك، وسددك ربك ومولاك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015