سعد ينطلق داعية في أهله وعشيرته

وماذا يفعل الآن؟ هل يبقى لبيته ولبطنه ولأطفاله؟ لا.

المسلم رباني عالمي، المسلم باع رقبته من الله، المسلم باع روحه من الله، المسلم دمه لله، رأسه وماله ووقته لله، أما الإسلام الهزيل الذي يعيشه المليار الآن، حتى يقول القروي:

لقد صام هندي فدوخ دولة فهل ضر كفراً صوم مليار مسلم

وقال الآخر في هذه الأصفار المليار وزيادة!

عدد الحصى والرمل في تعدادهم فإذا حسبت وجدتهم أصفارا

من كل مفتون على قيثارة كلٌ وجدت بفنه بيطارا

لكن سعداً ليس صفراً، سعد بطل، اغتسل وتوضأ وصلى، ثم ذهب إلى قبيلته.

انظر إلى هذه الدعوة وهذا التأثير، قال تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214].

قال: اجتمعوا لي رجالاً ونساءً، ولا يدرون ما الخبر، وهو السيد المطاع والأمير المقدم رضي الله عنه؛ اجتمعوا رجالاً ونساءً.

معناه: عندي بيان خطير، عندي إعلان عالمي، عندي أمر هام، عندي وثيقة ربانية.

فاجتمع الرجال والنساء، فقام فيهم، وانظر البطاقة الشخصية وهو الآن يريد أن يستدرجهم رضي الله عنه ويكسبهم للإسلام، ويخرجهم من عبادة الوثن والكفر والزور.

قال: كيف أنا فيكم؟ هذا السؤال الأول، ما رأيكم فيَّ؟

قالوا: أفضلنا وسيدنا وأصدقنا وأكرمنا وأشجعنا.

قال: أأنا صادق؟ قالوا: صادق ميمون النقيبة.

قال: أأنا عدل؟ قالوا: عدل.

قال: فإن كلام رجالكم وكلام نسائكم عليَّ حرام حتى تؤمنوا بالله وحده وبرسول الله صلى الله عليه وسلم.

ما أعظمها من كلمة! جزاه الله عن الإسلام خيراً، وهكذا يفعل المسلم، موقف عصامي، أما تمييع الدين، وتمييع الولاء والبراء، ومصادقة كل فاجر وعدو للإسلام، وكل منافق وملحد، فهذا ليس من الدين، لا مجاملة لأبيض أو أسود.

فسمعوا الخبر فقاموا، قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، قالوها رجالاً ونساءً، فصاروا في كفة حسناته وفي ميزان بركاته رضي الله عنه وأرضاه.

قال الراوي: وليس في بني عبد الأشهل رجل كافر، وذلك ببركة هذا الرجل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015