أيها الإخوة! أكثرنا الآن شباب، وأكثر من يركز عليه الآن الشباب، والذين يحضرون الجمع والجماعات هم الشباب، والذين تشرف بهم المحاضرات والندوات هم الشباب، لا استصغاراً لكبار السن، فهم آباؤنا وأشياخنا، وكبار السن فينا لهم الوقار لكن هذا الواقع.
كان قبل سنوات يبشر بالشاب الملتزم، الآن إذا جلس الخطيب ينتظر انتهاء المؤذن ليؤدي الخطبة وليندفع في الحديث، ينظر في المسجد فيرى الشباب ولا يرى من كبار السن في الثلاثة الصفوف أو الأربعة إلا واحداً، لكن في العشر الأواخر من رمضان يكتض الحرم المكي بمئات الآلآف من الشباب، والمحاضرات في كل القطاعات، كلها تنبئ أن هذا الشباب أصبح واعياً، وأنه عرف أنه لا طريق له ولا سعادة في الدنيا والآخرة إلا في اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام.
إما حياة نظم الوحي سيرها وإلا فموت لا يسر الأعاديا
رضينا بك اللهم رباً وخالقا وبالمصطفى المختار شهماً وهاديا
إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا كفى بالمطايا طيب ذكراك حاديا
ثم يكون إمامنا محمد صلى الله عليه وسلم وليس ميشيل عفلق، أو كارل ماركس، أو لينين أو استالين، ويكون إمامنا في الصلاة، وفي الحياة، وفي الأدب، وفي السلوك.
إذاً فما هي المعوقات التي تعوق دوننا ودون الهداية نحن معشر الشباب؟ وسوف أسردها ثم أفصل فيها:
الأول: ضعف الصلة بربهم تبارك وتعالى في بعض النواحي.
الثاني: شرك الخوف وضعف التوكل.
الثالث: عدم الاهتمام بالفقه في الدين.
الرابع: الهامشية في حياة الكثير من الشباب.
الخامس: تقريع النفس إلى درجة عدم الثقة بها.
السادس: قلة الصبر أمام المغريات.
السابع: تأثير الرفاهية العصرية في الجد والاجتهاد.
الثامن: روح الانهزام عند الكثير مع الإحباط واليأس.
التاسع: الإفراط في التفاؤل عند البعض، ومبناه على بعض الملابسات والمرئيات.
العاشر: تمزق الوقت بين الملهيات والتسويف.
الحادي عشر: عدم معرفة الشاب لمواهبه واستعداداته.
الثاني عشر: ضعف صلة الشباب بالدعاة والعلماء.
هذه المعوقات جمعتها من كلام كثير من أهل العلم والمربين والمفكرين.