سادساً: احترام ولاة الأمر والمسئولين في دائرتك ومن هم أعلم.
الإسلام دين نظام، يعلم الرجل كيف يحترم ربه ثم يحترم مسئوليه ويحترم نفسه، ويتحقق ذلك بالطاعة، صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {من أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصى الأمير فقد عصاني، ومن عصاني فقد عصى الله} والمعنى: أنه يلزم المسلم أن يطيع من ولاه الله أمره، أو كان مسئولاً عليه في طاعة الواحد الأحد إلا إذا أمرك بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالى.
الطاعة: احترام، ومعناها: أن تؤدي عملك على أكمل وجه، وصح عنه عليه الصلاة والسلام عند البيهقي وغيره أنه قال: {إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه} يجعلونك في الحراسة فأنت في الحراسة، في الدورية فأنت في الدورية، في المكتب فأنت في المكتب، في مهمة أو انتداب فأنت كذلك؛ لأن الله سوف يسألك يوم يجمع الأولين والآخرين.
وما تردت أوضاع المسلمين إلا يوم أصبحت هذه الطاعة أو الأمانة مفقودة، أو لم يراقب الله عز وجل، فلا بد من وعي لهذا الدرس، وإني أطالب كذلك المسئولين بالرحمة بمن تحتهم ومن دونهم، الرحمة في الأمر، وحسن التعامل، والشفقة، وتقدير حاجاتهم، وطوارئهم من مرض وتعبٍ وإعياء؛ علَّ الله أن يرحمهم، وفي حديث يحسنه بعض العلماء: {الناس عيالٌ لله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله} ومن رحم المسلمين رحمه الله، ومن شق عليهم شق الله عليه في الدنيا والآخرة.