فلو بدأنا مثلاً بكل ما يدب على الأرض، يقول الله تبارك وتعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأنعام:38].
قال مجاهد: أي: إلا أصنافاً أمثالكم، يعني: كل ما يدب على الأرض من دابة أصناف مثل أمم البشر.
يقول العلماء في ذلك: إن حيوانات البروتوزوا مثلاً (7000 نوع)، والحشرات (720000 نوع)، والثديات (15000 نوع)، والبرمائيات (2000نوع)، والحيوانات الأسفنجية (3000 نوع)، والديدان الأسطوانية (6000 نوع)، والديدان المفلطحة (7000 نوع)، وشوقية الجن (8000 نوع)، والرخويات (80000 نوع)، ومفصلية الأرجل ما بين (400 - 700 - 32000 نوع)، كل هذه أمم تسجد لله تبارك وتعالى، وتسبحه، يقول الله تبارك وتعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ} [الحج:18]، فهذه الآية تنص على سجود الدواب لله تبارك وتعالى.
الأمر الثاني: أن هذه الدواب تشفق من طلوع يوم الجمعة، يقول صلى الله عليه وسلم: (ما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة خشية القيامة) يعني: الدواب تنصت وتستمع إذا بزغ صباح يوم الجمعة خشية طلوع يوم القيامة؛ لأنها تعلم أن العذاب في يوم القيامة، فما من يوم أعظم عند الله تبارك وتعالى من يوم الجمعة، وكل دابة تخاف هذا اليوم عبوديةً منها لله تبارك وتعالى، فهو مالك يوم الدين.