وتزكية النفوس يا إخوتاه! هي التقوى، ويشهد لذلك قول الله عز وجل: {فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32]، فهذه الآية نص صريح على أن التزكية هي التقوى.
وقال الله عز وجل: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} [الليل:17 - 18].
وقال الله عز وجل: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس:7 - 9].
وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً ينص على أن التقوى هي التزكية، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: النفس تزكو بترك المحرمات مع فعل المأمورات.
وترك المحرمات مع فعل المأمورات هي التقوى.
وقال ابن عيينة وقتادة في قول الله عز وجل: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} [الأعلى:14]: قد أفلح من زكى نفسه بطاعة الله وصالح الأعمال.
وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله: زكاها أي: طهرها من الذنوب وأصلحها بالطاعة.