رابعاً: ومن فضائله أيضاً: ما جاء عند البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم: (يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً غير مختونين {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} [الأنبياء:104]، ثم أول من يكسى من الخلائق إبراهيم عليه السلام)، فهذه منقبة لإبراهيم.
يقول الحافظ ابن حجر: وليس معنى أنه أول من يكسى أنه أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس معنى تقدم المفضول على الفاضل في أمر أن يكون المفضول أفضل في المجموع.
فإبراهيم أول من يكسى يوم القيامة من عريه؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فهو لما بذل جسده للنيران في الدنيا بلا ذنب إلا أنه يدعو إلى توحيد الله، فقد كان أمة في التوحيد وفي الصبر على البلاء وإقامة الحجة على الناس؛ أراد الله عز وجل أن يجازيه من جنس عمله، فكان أول من يكسى يوم القيامة.
وقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج في السماء السابعة وقد أسند ظهره إلى البيت المعمور، الذي هو كعبة الملائكة، لأنه هو الذي بنى الكعبة الأرضية فاستحق أن يكون عند البيت المعمور كعبة الملائكة، فالجزاء من جنس العمل.