Q ما حكم من يحتجون بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالتعجيل بالفطر، فيفطر أولاً ويترك صلاة المغرب في جماعة؟
صلى الله عليه وسلم هذه ظاهرة خطيرة جداً، فإنه لم يُشرع الصيام لنغلق المساجد في صلاة المغرب، بل وما كان هدف الصيام أبداً هذا، لكن من السنة أن يفطر المسلم على تمرات أو ماء، ثم يصلي المغرب في جماعة، ثم يعود إلى بيته بعد ذلك، وأما من ترك صلاة الجماعة بحجة أنه يعجّل الفطر فهذا مضيّع للجماعة.
لكن هناك نقطة مهمة جداً أريد أن أبينها: قال صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة بحضرة طعام)، وقال: (إذا حضر العِشاء والعَشاء فابدءوا بالعَشاء)، وهذا الحديث في البخاري، ومعنى ذلك: إذا حضر الطعام وحضرت الصلاة فينبغي لك أن تبدأ بالطعام، لذلك من فقهك أن تأمر الزوجة بعدم وضع الطعام إلا بعد أن تعود من الصلاة، لكن إذا حضر الطعام فلا يجوز لك أن تترك الطعام.
بمعنى: أن الزوجة أحياناً قد تعد المائدة قبل الغروب بدقائق، فيؤذن المؤذن فيشرب ماء وينزل إلى الصلاة والطعام على المائدة، فيأتي يصلي والمائدة في ذهنه، فلا يستطيع أن يصلي.
وكما يفعل بعض الناس، فربما قد يستضيف ضيفاً في رمضان، وبينما الضيف جالس والمائدة قد أعدت يقول له: هيا نصلي أولاً ثم نعود للطعام، فهنا الضيف يُعذّب ويتألم، وكان ينبغي ألا تضع الطعام أولاً، وإنما قل له: هيا نصلي قبل أن يُعد الطعام، وهذه نقطة مهمة جداً فلتنتبه لها.