Q ما حكم طواف الحائض بالبيت؟ وما هي صفة الطواف؟ وماذا عن الاضطباع والرمل؟
صلى الله عليه وسلم المرأة الحائض لا يجوز لها أن تطوف بالبيت؛ لما ثبت عند البخاري في صحيحه في كتاب الحيض أن الحائض تقضي المناسك كلها إلا الطواف بالبيت، هذا عنوان الباب في البخاري، فتفعل الحائض كل شيء في الحج إلا أن تطوف بالبيت؛ لحديث أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: (خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نريد الحج، فلما كنا بالميقات نفست -يعني: جاءها الحيض- فدخل عليها النبي عليه الصلاة والسلام فوجدها تبكي.
فقال: ما يبكيك يا عائشة؟! أنفست؟)، وبوب عليه البخاري: باب من سمى الحيض نفاساً، يعني: يجوز أن يسمى الحيض نفاساً (قالت: نعم.
قال: هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، افعلي كل شيء إلا أن تطوفي بالبيت)، فلا يجوز للحائض أن تطوف بالبيت أبداً وهذا من المحظورات على المرأة الحائض.
وحينما يريد الحاج أو المعتمر أن يطوف بالبيت أولاً: عليه أن يبدأ من عند الحجر الأسود، وهناك خط مرسوم على الأرض يشير إليه.
وحينما يشرع في طواف القدوم عليه أن يضطبع، والاضطباع هو: أن يكشف الكتف الأيمن من بدء الطواف، وأحياناً تجد معظم الذين يسعون بين الصفا والمروة في حال اضطباع، وبعضهم يبقى مضطبعاً إلى أيام التشريق، نسأل الله العافية، ولا يجوز هذا.
والاضطباع يكون في طواف القدوم، فليس في طواف الوداع اضطباع، وليس في طواف الإفاضة اضطباع، وليس في أي طواف آخر اضطباع إلا القدوم.
فيبدأ يستلم الحجر الأسود فيقبله كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام فإنه استوى وبكى وقال: (هنا تسكب العبرات)، لكن تقبيل الحجر سنة، وإيذاء المسلمين حرام، فلا تفعل سنة وترتكب محرماً كما تفعل بعض النسوة يزاحمن الرجال على الحجر، والبعض الآخر ربما يؤذي الضعفاء من أجل أن يقبل الحجر، فارتكب محرماً ليفعل سنة، فهل هذا من الفقه يا عبد الله؟! فالحجر إما أن تستلمه وإما أن تشير إليه بيدك اليمنى، وتقول: الله أكبر، ومن هذه اللحظة يبدأ الطواف، فتبدأ الطواف بالبيت سبعة أشواط، وبين الركن اليماني والحجر الأسود في هذه المساحة يسن لك أن تقول: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة:201] ولا يسن أن تشير إلى الركن اليماني، ولكن تجد هذا كثيراً في الطواف من معظم الحجاج، فالركن اليماني يستلم ولا يشار إليه، ولا تقبيل له، وهذه نقطة مهمة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستلم الركن اليماني دون أن يقبله.
وفي الطواف حول البيت يشرع للحاج أن يدعو بما شاء بما فتح الله عليه وبما أراد، وكل يناجي ربه، أما ما يفعل من مظاهر كون معظم الحجاج كل فوج له قائد يمسك كتاباً فيه: دعاء الشوط الأول قولوا خلفي: اللهم اللهم، والآخرون اللهم فهذا غوغاء، ولا يجوز هذا، وليس لكل شوط دعاء مخصص كما في بعض الكتب، فهذه بدع محدثة، والدعاء الجماعي ما أنزل الله به من سلطان، فادع ربك بما شئت، وكل واحد يدعو ربه بمفرده، فهذا مريض يسأل الله الشفاء، وهذا مدين يسأل الله سداد الدين، وهذا في كرب يسأل الله تفريج الكرب، ويدعو بالدعاء المأثور عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا يتعدى في الدعاء.
وننبه إلى أن حجر إسماعيل من الكعبة، والحجر حائط بجوار الكعبة يأخذ شكل ربع دائرة، فمن من طاف بداخله فطوافه باطل، ولا يحسب الشوط، وإذا بطل الطواف بطل الحج؛ لأن بطلان طواف الإفاضة بطلان للحج، وطواف الوداع يجبر تركه بدم، وطواف التطوع لا بأس، أما طواف الركن هذا فلابد أن يكون صحيحاً.
فننبه إلى أنه في حال الطواف لابد أن تطوف من خارج الحجر، فحجر إسماعيل من البيت.
فيطوف الحاج سبعة أشواط يبدأ بالحجر الأسود وينتهي به بعد نهايته من السبعة أشواط، وربما يشك هل طاف سبعة أم ستة ماذا يصنع؟ يبني على اليقين، واليقين هو الأقل، فإنه يقيناً طاف ستة وشكاً طاف سبعة، فيطرح الشك ويبني على اليقين.
وكذلك في حال الطهارة، هو متوضئ وشك في الحدث: أحدث أم لم يحدث؟ فيبني على الطهارة، ففي الطهارة يبني على اليقين.
وبعد أن ينتهي من الطواف في الحال يعيد ستر الكتف الأيمن، فإذا انتهى من طواف القدوم أو من طواف العمرة ينتهي معه الاضطباع، ويذهب الحاج بعدها ليصلي ركعتين خلف المقام، ورب العالمين يقول: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة:125] وربما يجد زحاماً عند المقام، وهذا موجود، والبعض يصر أن يصلي خلف المقام ويدوس الناس عليه وهو يصلي أو يحدث ارتباكاً في الطواف وهذا لا يجوز، ولكن بعض الناس عنده انغلاق عجيب، يقول الشيخ ابن باز رحمه الله: والحرم كله مقام في حال الزحام، فصل في أي مكان ولو في الطابق الثاني لا بأس؛ لأن هذه ضرورة.
ويقرأ في هاتين الركعتين في الركعة الأولى بسورة الكافرين وف