الحمد لله رب العالمين، شرع لنا ديناً قويماً وهدانا صراطاً مستقيماً، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، فما ترك من خير يقربنا من الجنة إلا وأمرنا به، وما من شر يقربنا من النار إلا ونهانا عنه، فترك الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه في الأولين والآخرين والملأ الأعلى إلى يوم الدين.
ثم أما بعد: فأيها الإخوة الكرام الأحباب! نواصل هذه اللقاءات مع مناسك الحج في سؤال وجواب، ونبدأ بحول الله وفضله وتوفيقه:
Q ما حكم المبيت بمنى في ليلة التاسع من ذي الحجة؟
صلى الله عليه وسلم ليلة التاسع من ذي الحجة هي ليلة عرفة، ويوم عرفة هو (أفضل يوم طلعت فيه الشمس) كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام، ولذلك يسن لغير الحاج صيام ذلك اليوم، ويسن للحاج في يوم الثامن من ذي الحجة أن يحرم من مكانه الذي هو فيه ملبياً بحج إن كان متمتعاً أو إن كان قارناً يذهب إلى منى في ذلك اليوم فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء ويبيت بها ويصلي الفجر.
ثم يذهب بعد الفجر وبعد شروق الشمس إلى عرفة، والمبيت بمنى في هذه الليلة من السنة، وليس من واجبات الحج أو أركانه، والمعنى: أن من لم يفعلها فحجه صحيح، لكن ينبغي أن نعلم أن الحج الكامل هو أن يكون كما حج النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قال: (خذوا عني مناسككم)، فلا ينبغي للحاج أن يترك تلك السنة إذا كانت الظروف تسمح له بذلك، كما يفعل الكثير يبقى في الفندق إلى أن يذهب إلى عرفة مباشرة، ولا أدري لماذا يضيع هذه السنة، ولا ينال شرف إحياء سنة النبي عليه الصلاة والسلام، والله تعالى أعلم.