إن لم يجد الابن المال الذي يدخّن به، فإنه يسرق من أبيه والأب يكدح، فهذا معناه: أن الدخان يعلمه السرقة، فإن لم يكن لدى الأب ثمن علبة السجائر فإنه يسرق من غيره، ولذا فالتدخين ضرره الأخلاقي على المجتمع مدمّر.
وإن كان المدخن صاحب أخلاق ولا يريد أن يسرق يسأل الناس إلحافاً، فيقول: أتملك سيجارة؟ لا، هذا يدخن بجواره فيقول له: أعطني واحدة، أو يقول: إذاً: فأعطني تخميسة! فتراه يذل نفسه لسيجارة؛ وذلك لأنه معدوم الإرادة إذ لا إرادة له، فأقول: التدخين له ضرر أخلاقي على المجتمع، وكذلك له ضرر اجتماعي على المجتمع؛ لأنه يسبب الأمراض بأعضاء المجتمع إن لم يأخذوا على يد المدخنين فضلاً عن الضرر الصحي الذي بيّنت.
يقول بعض العلماء: أجمع الأطباء على أن الدخان سبب هام مباشر لسرطان اللسان، وسرطان البلعوم، وسرطان القصبة الهوائية، وسرطان الحنجرة، والذبحة الصدرية، والسكتة القلبية، والسل، وقرحة المعدة؛ وذلك لاحتوائه على سموم عديدة؛ من أهمها: النيكوتين الذي هو كالزفت الأسود، وقد جاءوا برجل مدخن مات وأخرجوا رئته؛ لينظروا في حالها، فإذا برئته تحمل شيئاً شديد السواد، فأخذ الطبيب يعصرها فنزل منها القطران الأسود، وهو الذي أغلق المسام والفتحات.