من تمام العفة ما قاله ابن القيم رحمه الله: ولا يكون الإنسان تام العفة حتى يكون عفيف اللسان والسمع والبصر -الجوارح- فعفة اللسان تشمل عدم السخرية: {لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ} [الحجرات:11]، وعفة اللسان تشمل: عدم التجسس، وعدم الغيبة، والنميمة، والهمز، والتنابز بالألقاب.
وعفة البصر تشمل: عدم مد البصر إلى المحارم، وزينة الحياة الدنيا.
وعفة السمع تشمل: عدم سماع كل ما هو قبيح ومحرم من المسموعات.
إذاً: الذي يجلس ويسمع ما يغضب الله لا نستطيع أن نصفه بأنه عفيف.
وعفة اللسان وعفة الأذن وعفة البصر من تمام العفة.
وجماع العفة: أن تحفظ الجوارح، ولا يطلقها صاحبها في شيء يغضب الله عز وجل.
رأى بعض السلف رجلاً قفز من فوق السفينة إلى الشاطئ، وقد بلغ من العمر مائة سنة، فعاتبوه ولاموه، وهذه القصة ذكرها ابن رجب في كتابه القيم: (نور الاقتباس في مشكاة النبي صلى الله عليه وسلم لـ عبد الله بن عباس)؛ لأن حديث: احفظ الله يحفظك شرحه ابن رجب في مجلد خاص، قال: إن بعض السلف رأوا رجلاً كبيراً عجوزاً تقدم به السن قفز قفزة طويلة من فوق السفينة إلى الشاطئ، فقيل له: يا رجل! أما خفت على نفسك؟ فقال: هذه جوارح حفظناها في الصغر؛ فحفظها الله لنا في الكبر.