الإلحاد في العقائد

أولاً: الإلحاد في العقائد، وكلمة الإلحاد في العقائد تعني الانحراف، واللحد: هو المكان المائل الذي يفتح في الأرض ليدفن فيه الميت، فالإلحاد يعني: الميل والانحراف، فعقيدتهم في الله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة:64].

{قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران:181].

وقالوا: {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة:30]، وقالوا: إن الله خلق الأرض والسماوات في ستة أيام ثم تعب، فأراد أن يستريح فاستراح يوم السبت، وربنا يقول: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق:38]، فعقيدتهم في الله عقيدة إلحاد وتحريف.

أما عقيدتهم في الجنة: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:111]، أي: أن أي دعوة ليس عليها برهان دعوة ساقطة، ربما يقول قائل: فلان كذا، يتهمه {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} [البقرة:111]، فلابد أن تقيم البرهان على كل دعوة، ولو سرنا بهذا المنهج لاستقامت الحياة دائماً وأبداً، شخص يقول: سمعت فلاناً يقول: كذا عن فلان، فلا بد أن تقول له: هل عندك دليل؟ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:111]، فلان من الخوارج، فلان مرجئي، فلان اعتزالي وهكذا تهم، بعضنا يتهم بها البعض، أين البرهان والدليل؟ وأين الكلام الواضح البين؟ كما أنه محظور أن تقذف، لكن إذا قذفت لابد من أربعة شهود، ولو أننا سرنا على منهج هذه الآية فقط لاستقامت الحياة في تعاملاتنا، يقول الله تعالى لليهود والنصارى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} [البقرة:111] في قولكم: {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} [البقرة:111] فهذه أماني: {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ} [البقرة:111].

أما عقيدتهم في النار: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً} [البقرة:80]، سندخل النار مدة أربعين يوماً فقط، وهي مدة عبادتهم للعجل، صنعوا العجل وعبدوه من دون الله، يقول الله لهم: {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [البقرة:80].

أما عقيدتهم في الملائكة، فقد قالوا لرسولنا صلى الله عليه وسلم: لو نزل عليك ميكائيل لآمنا بك، أما جبريل عدونا اللدود، نحن نبغضه؛ فأنزل الله: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [البقرة:97].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015