مآل الجبال والبحار والنجوم والشمس والقمر والوحوش

قال تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ} [المعارج:9]، الجبال مآلها كما يقول ربنا: {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} [النبأ:20]، أي: أن الجبال الراسية الثابتة تسير، وتصبح {كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ} [القارعة:5]، والعهن: هو الصوف المصبوغ الذي يطير في الهواء، تتحرك الجبال من مكانها، وتصبح كثيباً مهيلاً، وتسوى الأرض، يقول ربنا في ذلك: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا} [طه:105 - 106] أي: يذر الأرض {قَاعًا صَفْصَفًا * لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا} [طه:106 - 107]، لا انخفاضاً ولا ارتفاعاً.

أما البحار فتشتعل نيراناً على أهل الأرض، أما النجوم فتتناثر وتتساقط ويذهب ضوءها، والقمر ينخسف، والشمس تكور، والوحوش تحشر، والموءودة تسأل، يقول الله: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلَّا لا وَزَرَ} [القيامة:7 - 11].

أي: لا مفر من الله إلا إليه؛ لذلك فروا إلى الله.

إخوتي الكرام! يحدث انقلاب في الكون بالنفخة الأولى في الصور، والذي ينفخ في الصور هو إسرافيل عليه السلام، ينفخ النفخة الأولى فيدمر الكون، عند ذلك تشخص الأبصار، أي: لا تنظر إلا إلى اتجاه واحد، وتصل القلوب إلى الحناجر.

يقول الله في هذا: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ} [غافر:18].

إن القرآن الكريم يتحدث عن هذا الانقلاب في الكون، فنقول نحن لأنفسنا: ماذا نفعل ونحن ضعفاء؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015