Q ابنتي تدرس في كلية طب عين شمس وكان تقديرها قبل أن تلبس النقاب جيد جداً في كل سنة، وبعد أن لبست النقاب أصبحت تنجح بصعوبة، وتريد ترك الكلية بحجة أن التعليم للمرأة حرام، فما رأي الدين في ذلك؟
صلى الله عليه وسلم هذه من الظواهر التي تؤلمنا كثيراً، فقبل الالتزام يكون الشاب أو الفتاة في الدراسة متفوقاً أو متفوقة تماماً، ومتقدماً على الجميع، ويضرب به المثل في التفوق، ثم بمجرد أن يلتزم أو أن تلتزم يعود إلى الوراء، ويقول: إني أطلب العلم، وينام إلى الساعة الثانية عشرة بحجة أنه يصلي الفجر ويجلس حتى الشروق يقرأ القرآن ويردد أذكار الصباح، فيكون نموذجاً سيئاً في الالتزام، فهذا معناه أنه يتأخر بالالتزام، فهذه كان تقديرها جيد جداً في كل سنة وبمجرد أن لبست النقاب أصبحت تنجح بصعوبة، فربط الأب بين النقاب وبين تأخرها، فهذه تعطي قدوة سيئة، وتقول للناس بلسان الحال لا بلسان المقال: إن النقاب سبب في التأخر، وقد ظنت بأنها ستتقدم.
وبعض الإخوة قبل التزامه كان يذهب إلى العمل الساعة الثامنة ويعود الساعة الثانية تماماً، وكان ملتزماً في حضوره وانصرافه بنسبة 100%، وبعد التزامه أصبح يذهب الساعة الثامنة ويرجع الساعة الثامنة وخمس دقائق، ويوقع في الدفتر الحضور والانصراف في وقت واحد، وهو يعطي بذلك نموذجاً سيئاً للالتزام، فقد كان قبل الالتزام يعمل ويعرق ويكسب ويأتي بما يكفيه وبعد الالتزام لا عمل ولا طلب الرزق، وإنما يعيش هكذا.
فهذه النماذج هي التي تعطي لأعدائنا فرصة لتهجم علينا.
فيا أيتها الأخت الفاضلة! اتق الله في نفسك، وكوني طبيبة للنساء؛ حتى نرسل لك الزوجات، أو طبيبة للأطفال؛ حتى نرسل لك الأبناء بدلاً أن ندفع الأبناء والزوجات إلى أطباء علمانيين لا يتقون الله عز وجل، وتعلمي هذا العلم، وادفعي عن الأمة الشر، وابتغ بعلمك وجه الله، ونفع الأمة.
والجامعة فيها اختلاط، والاختلاط حرام لا شك في هذا، لا يختلف في ذلك اثنان، ولكن لابد من مراعاة المصالح المترتبة على ذلك، بمعنى إن استطعت أن تعتزلي فاعتزلي، والمحاضرة التي ليس لك أن تحضريها فكلفي غيرك من أخواتك أن تتناوب معك في الحضور على قدر الاستطاعة، وهي مدة زمنية ستنتهي.
وأسأل الله أن يوفقك، وأن يدفعك إلى الأمام، وليس هذا إلا من حبنا لك.