أما ما يجب على طلبة العلم تجاه العلماء فهو: أولاً: أن يفرقوا بين التجريح الشخصي وبين إظهار الحق، فإظهار الحق لا بأس به، ولكن بدون تجريح، فالفرق بين هذا وهذا كبير.
ثانياً: أن يجلوا العلماء ويحترموهم ويعرفوا لهم قدرهم ويتقوا الله فيهم.
وقد كان الصحابي يأتي إلى بيت صحابي آخر ليسأله عن مسألة علمية فإذا وجده نائماً جلس على باب داره ينتظره حتى يخرج إليه، ولا يقلق راحة شيخه، وإنما كانوا على أدب جم في الطلب، ويوم أن ضاع هذا الأدب ضاعت هيبة العلماء وحدث ما ترونه الآن.
فظاهرة استباحة لحوم العلماء ظاهرة خطيرة، الأمر الذي دفع بعض علمائنا إلى أن يؤلف كتباً في هذه الظاهرة، ومنها لحوم العلماء مسمومة للدكتور ناصر العمر حفظه الله تعالى، والدكتور بكر أبو زيد له كتاب موقف علماء الأمة من الوقيعة في علماء الأمة، وكذلك الشيخ المقدم وغيره من علماء الأمة الذين صنفوا في هذه الظاهرة.
فإياك إياك أن تنجر إلى هذه الظاهرة، وتحذر من علماء الأمة، ولكن حث الناس على طلب العلم.
وبين الحق دون جرح، ودون غيبة أو نميمة.
أسأل الله سبحانه أن يطهر ألسنتنا، وأن يرزقنا علماً نافعاً وقلباً خاشعاً.