الأثر الأول: أن يرد الناس ما يقول من حق، فالمشركون حينما أردوا أن يطعنوا في الإسلام طعنوا في شخص النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يعطيك مؤشراً خطيراً، فإذا أراد أحد أن يهدم دعوة فإنه لا يطعن في الدعوة ولا فيمن يحملها ويبلغها، فإذا أرادوا أن يصرفوا الناس عن العالم طعنوا فيه، وقالوا: هذا عميل للصهيونية أو هذا رجل آكل للحقوق، أو أنه في بيته كذا وكذا، ويطعنون في علمه.
الأثر الثاني: جرح العالم تجريحاً لميراث النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه يبلغ ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الأثر الثالث: أن ينصرف طلاب العلم عن مجلسه، وهذا حدث عندنا في القاهرة، وهذا صد عن سبيل الله، وأقسم بالله أن بعض الجماعات الحزبية إذا حضر في لقاءاتنا منهم شخص شطب من الجماعة وحوصر حصاراً اجتماعياً؛ لأن هذا الذي يحاضر ليس من جماعتهم، وهو عميل لنظامهم، ثم يكيلون له التهم العديدة المبيتة والمعدة سلفاً.
وإذا كان في بعض المحاضرات محاضرة لعالمهم بعد المتحدث الأول، فإنهم يجلسون في الطريق العام حتى ينتهي المتحدث الأول ثم يدخلون إلى محاضرهم، وهذه هي الحزبية البغيضة بعينها.
وهؤلاء يتتبعون زلات العلماء، ويظلون يروجون لهذا وهذا، وقد قابلت بعضهم فإذا بهم قد انتكسوا على أعقابهم، ولابد أن ينتكسوا؛ لأنهم دخلوا في الطريق الخطأ، فإذا حدثك أحد عن عيوب عالم فقل له: أمسك لسانك واتق الله في نفسك، ولا تنجرف مع التيار، وهل أنت تريد أن تنصح العالم أم تريد أن تفضحه؟ فهناك فرق بين النصيحة وبين الفضيحة، فانصح ولا تنقل، وليس معنى ذلك أن نعظم أو نقدس أقوال العلماء، وأن لا نرد على المخطئ خطأه، فلا تفهموني بهذه الطريقة، وإنما نبين أن من قال كذا فقد جانبه الصواب، والحق كذا، ولكن برأفة ورحمة وعدم تجريح أو تعريض.
الأثر الرابع: تقليل هيبة العالم في نظر العامة، فحينما يجرح العالم يفقد الهيبة التي كان الناس يحملونها له في صدورهم.