هل يجوز للإنسان أن يسلم ابتداءً على الكافر أو لا؟ مررت برجل كافر؛ يهودي أو نصراني أو مجوسي؛ أو أي إنسان كافر تبدؤه بالسلام أو لا؟ مداخلة: لا.
الشيخ: ما الدليل؟ مداخلة: لا أعرف؟ الشيخ: كيف تحكم بما لا تعرف دليله؟ على كل حال قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، لكن لا تحكم على شيء بالتحليل أو التحريم خاصة إلا إذا عرفت الدليل لقول الله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ} [النحل:116] ، وقوله: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء:36] لكن لا بأس للمقلد أن يقول: قال علماؤنا: كذا وكذا؛ لأنه مقلد.
عندك دليل؟ مداخلة: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الكافر فضيقوا عليه حتى) .
الشيخ: لا أعرف هذا اللفظ، هل أنت تجيز رواية الحديث بالمعنى؟ مداخلة: لا يجوز.
الشيخ: إذاً: أخطأت.
مداخلة: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا لقيتم أهل الكتاب فلا تبدءوهم بالسلام) .
الشيخ: استرح، قال النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه) فلا يجوز أن تبدأ اليهودي أو النصراني أو المشرك أو الشيوعي بالسلام، لكن إذا سلموا فهل يجب علي أن أرد، أو لا يجب؟ يجب، والدليل: قال تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء:86] ما قال الله عز وجل: إذا حيا بعضكم بعضاً، أو إذا حياكم مسلمون، أي إنسان يحييك بتحية فإن من عدالة الإسلام أن ترد عليه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} [النحل:90] سلم عليه، فإذا قال النصراني: السلام عليك، ماذا تقول؟ عليك السلام، وإذا أدغم اللام، وقال: السام عليك، لا تدري أقال: السلام، أو قال: السام عليك، فعليك أن تقول: وعليك، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول إذا سلموا علينا: وعليكم، وقد علل الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (إن اليهود كانوا يقولون إذا سلموا عليكم: السام عليكم، فقولوا: وعليكم) قال أهل العلم: وهذا يدل على أنهم لو قالوا: السلام باللام الواضحة، فإنه يقال: وعليكم السلام، ولا بأس، لعموم قوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء:86] ، ولكن يبتلى بعض الناس ببلوى وأنا سأنظر كيف تحلونها: يكون رئيسه في عمله نصرانياً فيدخل المكتب يريد أن يتفاهم مع هذا الرئيس فهل يسلم أو لا يسلم؟ مداخلة: لا يسلم.
الشيخ: لا يسلم، يزعل عليك ويسقطك، أنت لا تظن أنك إذا هجرت كافراً لا يبالي بك، لا.
أبداً، قال الله تعالى: {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ} [النساء:104] لا تفكر أنك إذا أهنته أنه لا يتأثر، لا.
لابد أن يتأثر، فماذا تصنع؟ مداخلة: أرد عليه بأي تحية مثل: صباح الخير.
الشيخ: أحسنت، بارك الله فيك، يعني: ابتدئه بغير السلام؛ لأن الرسول قال: (لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام) بأي تحية، كما قال الأخ أقول: صباح الخير، ومع ذلك بإمكاني أن أقول صباح الخير لي وليس له، لأن التأويل بابه واسع.