Q هل يجوز شد الرحال إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
صلى الله عليه وسلم لماذا تشد الرحال إلى قبر الرسول؟ نسأل يقول: ليسلم عليه، نقول: إن الله قد كفاك، أي إنسان يسلم على الرسول في أي مكان فإن تسليمه يبلغه، لماذا تشد الرحال؟ تكلف الناقة وتكلف نفسك، ولا تسلم أجرة تذكرة وغير ذلك؟ فلا يجوز أن يشد الإنسان الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن أقل ما فيه أنه إضاعة مال، وإضاعة المال محرمة، لكن لو شد الرحال للمسجد النبوي فيجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى) وإذا وصلت إلى المسجد قم بزيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام، زر قبر الرسول وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وقم بزيارة أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه في البقيع، وبزيارة أهل البقيع كلهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يزور البقيع، ولكن تزور البقيع بأي شيء؟ ما الحكمة في ذلك؟ زيارة القبور ليس لأجل أن تدعو الله عندها، ولا أن تستغيث بأهل القبور، قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو المشرع للأمة المبين لحكم الشريعة: (زوروا القبور فإنها تذكركم الموت) وفي لفظٍ: (تذكركم الآخرة) هذا المقصود، هؤلاء القوم هم الآن في بطن الأرض، لا يملكون زيادة حسنة ولا نقص سيئة من أعمالهم، وأنت الآن على ظهر الأرض تستطيع أن تزيد حسنة في حسناتك أو أن تستغفر من سيئة، فتذكر الموت، تذكر الآخرة وهي دار الجزاء، هذا هو المقصود، وهل عندك عهدٌ من الله أنك ستبقى مدة بعد هذه الزيارة؟ لا.
إذاً: يا أخي! ما تدري لعلك تزور هؤلاء الموتى صباحاً ويزورك أقاربك في هذه القبور مساءً، فاستعد للموت، تب إلى الله عز وجل مما فرطت في حق الله، ومما فرطت في حق عباد الله، هذا هو المقصود من زيارة القبور.
أما الدعاء عندها فلا، إذا أردت أن تدعو الله فادع الله في بيوته وهي المساجد، أما أن تخرج هناك لتدعو فهذا غلط.
وأقبح من ذلك أن يخرج ليدعو أهل القبور، يقول: يا ولي الله! يا سيدي! يا فلان! افعل لي كذا وكذا، ارزقني، هذا ماذا نعتبره؟ نعتبره شركاً أكبر يستحق فاعله ما ذكره الله في قوله: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة:72] .
نسأل الله تعالى أن يختم لنا ولكم بالتوحيد والإخلاص والسنة إنه على كل شيء قدير.