(كَأَن دِمَاء الهاديات بنحره ... عصارة حناء بشيب مرجل)
بَيْنَمَا الثَّانِي (يهدي) هُوَ من الْفِعْل أهْدى لَهُ وَإِلَيْهِ هَدِيَّة، أَي أتحفه بِشَيْء من غير مُقَابل، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي قصَّة الملكة بلقيس مَعَ نَبِي الله سُلَيْمَان عَلَيْهِ وعَلى سَائِر الْأَنْبِيَاء السَّلَام: {وَإِنِّي مُرْسلَة إِلَيْهِم بهدية فناظرة بِمَ يرجع المُرْسَلُونَ} ، وَالْجمع هَدَايَا على الْقيَاس، وَأهل عليا معد يجمعونها على هداوى.
وَيُقَال: تهادى الْقَوْم، إِذا تبادلوا الْهَدَايَا، وَفِي الحَدِيث: تهادوا تحَابوا، لِأَن الْهَدَايَا تؤلف الْقُلُوب.
وَمن أوهامهم أَنهم لَا يفرقون بَين المناخ (بِفَتْح الْمِيم) والمناخ (بِضَم الْمِيم) فَيَقُولُونَ: مناخ لبنان رائع، يُرِيدُونَ اعْتِدَال هوائه، وغزارة مياهه، واخضراره الدَّائِم، مِمَّا يَجعله مُوَافقا للصِّحَّة ومسرة للعين، فيوهمون، لِأَن المناخ (بِضَم الْمِيم) هُوَ مبرك الْإِبِل، وَالْمَكَان الَّذِي تنوخ فِيهِ، والنوخة: الْإِقَامَة. ... أما المناخ (بِفَتْح الْمِيم) فَهُوَ الْمَقْصُود، وَهُوَ لفظ لاتيني مُعرب أَصله الماناك، أَي التَّقْوِيم، وَهُوَ جدول زمني يحتوي على تعداد الْأَيَّام وَالْأَشْهر، مَعَ زمَان طُلُوع الشَّمْس وَالْقَمَر وغروبهما، وأوقات الأعياد، إِلَى غير ذَلِك من الْفَوَائِد.
وَيَقُولُونَ: هرع الرجل لنجدة أَخِيه (بِفَتْح الْهَاء) ، فيوهمون. ... وَالصَّوَاب أَن يُقَال: هرع الرجل (بِضَم الْهَاء) ، لِأَن هَذَا الْفِعْل لَا يَأْتِي إِلَّا على صِيغَة الْمَجْهُول، وَمِنْه قَوْله