مَاؤُهَا على كَثْرَة الاستقاء، وَقَوله تَعَالَى: {لَا فِيهَا غول وَلَا هم عَنْهَا ينزفون} أَي لَا يَنْقَطِع شرابهم.

وَنَظِيره قَول العجاج:

(وَصرح ابْن معمر لمن ذمر ... وأنزف الْعبْرَة من لَاقَى العبر)

وَيُقَال للسكران أَيْضا النزيف والمنزوف، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {لَا يصدعون عَنْهَا وَلَا ينزفون} أَي يسكرون.

وَنَظِيره قَول الأبيرد فِي هجاء آل أبجر:

(لعمري لَئِن أنزفتم أَو صحوتم ... لبئس الندامى كُنْتُم آل أبجر)

(شربتم ومدرتم وَكَانَ أبوكم ... كذاكم إِذا مَا يشرب الكأس مدرا)

وَيُقَال للرجل إِذا عَطش حَتَّى يَبِسَتْ عروقه وجف لِسَانه نزيف ومنزوف، وَمِنْه قَول جرير:

(قَالَت: وعيش أبي وَحُرْمَة إخوتي ... لأنبهن الْحَيّ إِن لم تخرج)

(فَخرجت خيفة أَهلهَا فتبسمت ... فَعلمت أَن يَمِينهَا لم تحرج)

(فلثمت فاها آخِذا بقرونها ... شرب النزيف بِبرد مَاء الحشرج)

[29] ن ش د:

وَمن أوهامهم فِي غير المضاعف من الْمُضَارع أَنهم لَا يفرقون بَين ينشد (بِضَم الْيَاء وخفض الشين) ، وينشد (بِفَتْح الْيَاء وَضم الشين) .

فَالْأول من أنْشد القصيدة ينشدها إنشادا: إِذا رفع صَوته فِي إلقائها.

وَالثَّانِي من نَشد ضالته ينشدها نشدانا: إِذا طلبَهَا وَبحث عَنْهَا، وَمِنْه قَول النَّابِغَة الْجَعْدِي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015