أَتَى بِهِ من الْأَذَان أَو الْإِقَامَة، وَإِذا أتيت بِأَو فقد حققت أَنه أَتَى بالأمرين، إِلَّا انه لسرعة مَا قرب بَينهمَا صَار بِمَنْزِلَة من لم يُؤذن وَلم يقم، وَيكون مَجِيء أَو هَاهُنَا للتقريب.

[208] وَمن هَذَا الْقَبِيل أَيْضا أَنهم لَا يفرقون بَين الْحَث والحض، وَقد فرق بَينهمَا الْخَلِيل بن أَحْمد، فَقَالَ: الْحَث يكون فِي السّير والسوق وَفِي كل شَيْء، والحض يكون فِيمَا عدا السّير والسوق، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَلَا يحض على طَعَام الْمِسْكِين} .

[209] وَكَذَلِكَ لَا يفرقون بَين النعم والأنعام وَقد فرقت بَينهمَا الْعَرَب.

فَجعلت النعم اسْما لِلْإِبِلِ خَاصَّة وللماشية الَّتِي فِيهَا الْإِبِل وَقد تذكر وتؤنث، وَجعلت الْأَنْعَام اسْما لأنواع الْمَوَاشِي من الْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم، حَتَّى أَن بَعضهم أَدخل فِيهَا الظباء وحمر الْوَحْش، تعلقا بقوله تَعَالَى: {أحلّت لكم بَهِيمَة الْأَنْعَام} .

[210] وَمن ذَلِك توهمهم أَن معنى بَات فلَان، أَي نَام.

وَلَيْسَ كَذَلِك بل معنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015