وَقد اخْتلف النحويون: هَل بَين حرفي التَّعْدِيَة فرق أم لَا فَقَالَ الْأَكْثَرُونَ: هما بِمَعْنى وَاحِد.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس الْمبرد: بل بَينهمَا فرق، وَهُوَ أَنَّك إِذا قلت: أخرجت زيدا كَانَ بِمَعْنى حَملته على الْخُرُوج.
فَإِذا قلت: خرجت بِهِ، فَمَعْنَاه أَنَّك خرجت واستصحبته مَعَك.
وَالْقَوْل الأول أصح بِدلَالَة قَوْله تَعَالَى: {ذهب الله بنورهم} .
فَإِن اعْترض معترض فِي جَوَاز الْجمع بَين حرفي التَّعْدِيَة بِقِرَاءَة من قَرَأَ: {وشجرة تخرج من طور سيناء تنْبت بالدهن}