(وَلنْ يمْنَع النَّفس اللجوج عَن الْهوى ... من النَّاس إِلَّا وَاحِد الْفضل كَامِله)
وَقد ذكر النحويون فِي امْتنَاع الْهَاء من هَذِه الصِّفَات عللا، أَجودهَا أَن الصِّفَات الْمَوْضُوعَة للْمُبَالَغَة نقلت عَن بَابهَا لتدل على الْمَعْنى الَّذِي تخصصت بِهِ، فَأسْقطت هَاء التَّأْنِيث فِي قَوْلهم: امْرَأَة صبور وشكور وقبيله، وَفِي قَوْلهم: فتاة معطار ونظائره، كَمَا ألحقت بِصفة الْمُذكر فِي قَوْلهم: رجل عَلامَة ونسابة، ليدل مَا فَعَلُوهُ على تَحْقِيق الْمُبَالغَة، وَيُؤذن بحدوث معنى زَائِد فِي الصّفة، وَامْتِنَاع الْهَاء من فعول بِمَعْنى فَاعل أصل مطرد لم يشذ مِنْهُ إِلَّا قَوْلهم: عدوة الله، فَإِنَّهُم ألْحقُوا بهَا الْهَاء، فَقَالُوا: عَدو وعدوة،