لحفرة بَين فخذيك كَيفَ لَا يدْرك قعرها، وَلَا يمل حفرهَا، قَالَ: فخجلت من جَوَابه، وتولت عَنهُ وَلم تعد إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ.
(تَسْأَلنِي برامتين سلجما
أَنَّك لَو سَأَلت شَيْئا أمما
جَاءَ بِهِ الكري أَو تجشما)
يَعْنِي أَنَّك لَو سَأَلت شَيْئا مَوْجُودا بالبادية لأتينك بِهِ، وَلَكِنَّك طلبت مَا يعوز وجدانه فِيهَا، والأمم من حُرُوف الأضداد، فيستعمل تَارَة بِمَعْنى عَظِيم، وَأُخْرَى بِمَعْنى يسير، وَبِمَعْنى الْقَصْد بَين الحقير والعظيم، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(يَا لهف نَفسِي على الشَّبَاب وَلم ... أفقد بِهِ إِذْ فقدته أمما)