قَالَتِ الْحَادِيَةُ عَشَرَةَ: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ، وَمَا أبو زرع! أناس من حلي أذني، وملأ مِنْ شحمٍ عَضُدَيَّ، وَبَجَّحَنِي فَبَجَحْتُ إِلَى نَفْسِي، وَوَجَدَنِي فِي أَهْلِ غنيمةٍ بِشِقٍّ، فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صهيلٍ، وأطيطٍ، ودائسٍ، ومنقٍ، فَعِنْدَهُ أَقُولَ فَلا أُقَبِّحُ، وَأَرُقُد فَأَتَصَبَّحُ، وَأَشْرَبُ فَأَتَقَمَّحُ.
أَمُّ أَبِي زرعٍ وَمَا ابْنُ أَبِي زرعٍ! مَضْجَعَةٌ كَمَسَلِّ شطبةٍ، وَيُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ.
بِنْتُ أَبِي زرعٍ، وَمَا بِنْتُ أَبِي زرعٍ! طَوْعُ أَبِيهَا وَطَوْعُ أُمِّهَا، وَمَلْءُ كِسَائِهَا، وَغَيْظُ جَارَتِهَا.
جَارِيَةُ أَبِي زرعٍ، وَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ! لا تبث حديثنا تبثيثاً، ولا تنفث ميرتنا تنقيثاً، ولا تملأ بيتنا تعشيشاً.
قالت: خرج أبو زرعٍ، الأوطاب تمخص، فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ كَالْفَهْدَيْنِ، يَلْعَبَانِ مِنْ تحت خصرها