وأما المسألة السادسة فعن اختلاف المحكيات، إذ كان في سورتي الأعراف والنمل: (وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم) و (أخرجوا آل لوط) وقال في سورة العنكبوت: (وما كان جواب قومه إلا أن قالوا إئتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين) والجواب عن ذلك أن هؤلاء لما كرر عليهم لوط عليه السلام الإنكار وأعاد عليهم الإعذار والإنذار، قال في موقف ما

حكاه الله تعالى عنه، فكان جوابهم له في ذلك الموقف ما ذكره الله تعالى. والجواب الثاني وإن خالف الجواب الأول فهو من جهتهم، وإذا خالفوا بين الأجوبة تناولت الحكاية مختلفها، على لو كان كل ذلك في موقف واحد لكان جائزا أن يكون جواب طائفة منهم ما ذكر أولا، وجواب طائفة أخرى ما ذكر ثانيا، وكل من الطائفتين قومه.

فإذا قيل: (وما كان جواب قومه) أبعض قومه، فإذا كان قاله بعض ورضي به الآخرون، فكلهم أو في حكم القائلين، فلا يقدح ما جاء من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015