الثانية على الأولى في البيان فقال: (كانت من الغابرين) أي: في تقدير الله الذي قدره لها، وأخبر فيما قبل عن حكمه عليها.
وأما المسألة الخامسة فهي قوله تعالى في سورة الأعراف: (..أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين) وقال في سورة النمل: (أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون) فالجواب عنها على ما بينا، وهو أن ذكر قصة لوط وقومه نزل القرآن به قبل ذكره في سورة الأعراف، وتبكيتهم على الفاحشة، وتعظيم أمرها، وفحشهم فيها قبل الإخبار عن سبقهم إليها، فكان قوله: (وأنتم تبصرون) أي: لا تتكاتمون بها، لأنهم كانوا في مجالسهم لا يتحاشون عنها، وقيل: (وأنتم تبصرون) فحشها وشناعة قبحها، وهذه صفة ترجع إلى الفعلة نفسها، ثم إنهم لم يسبقوا