يختبر أهل دولته ويسبر جَمِيع حَاشِيَته ويتصفح عُقُولهمْ وآراءهم وَمَعْرِفَة هممهم وأغراضهم حَتَّى يعرف بواطن أَحْوَالهم وكوامن أَخْلَاقهم فَإِنَّهُ إِذا فعل ذَلِك وجد طباعهم مُخْتَلفَة وهممهم متباينة فَيصْرف كل وَاحِد فِيمَا طبع لَهُ وجبل عَلَيْهِ وَلَا يُعْطي أحدهم منزلَة لَا يَسْتَحِقهَا وَلَا يستكفيه أَمر ولَايَة لَا ينْهض بهَا وَلَا ينقصهُ عَن مرتبته الَّتِي يَسْتَحِقهَا بِحسن كِفَايَته فكلا الْأَمريْنِ مُضر وبالسياسة معر
وَقد قَالَ بهْرَام جور لَا شَيْء أضرّ على الْملك من استخبار من لَا يصدق إِذا خبر واستكفاء من لَا ينصح إِذا دبر
وَقد قيل لبرز جمهر كَيفَ اضْطربَ بعض أُمُور آل ساسان وَفِيهِمْ مثلك قَالَ لأَنهم استعانوا بأصاغر الْعمَّال على أكَابِر الْأَعْمَال فآل أَمرهم إِلَى مَا آل
وَقيل من اسْتَعَانَ بأصاغر رِجَاله على أكَابِر أَعماله فقد ضيع الْعَمَل وأوقع الْخلَل
وَقد قَالَ بعض حكماء البلغاء من استوزر غير كَاف خاطر