وَلَا يُحَرك من الْأُمُور مَا كَانَ سَاكِنا وَلَا يفتح مِنْهَا مَا كَانَ مرتقبا مَا لم يغلبه أضرار فقد قيل فِي الْمثل لَا تفتح بَابا يعييك سَده وَلَا ترم سَهْما يعجزك رده وَلَا تفْسد أمرا يعييك إِصْلَاحه وَلَا تغلق بَابا يعجزك افتتاحه
وَقد قَالَ الشَّاعِر
(إياك وَالْأَمر الَّذِي إِن توسعت ... موارده أعيت عَلَيْك المصادر)
(فَمَا حسن أَن يعْذر الْمَرْء نَفسه ... وَلَيْسَ لَهُ من سَائِر النَّاس عاذر)
وَلَا يَأْمر بِمَعْرُوف إِلَّا بَدَأَ بِفِعْلِهِ وَلَا ينْهَى عَن مُنكر إِلَّا بَدَأَ بِتَرْكِهِ وَلَا يلم أحدا فِيمَا لَا يلوم عَلَيْهِ نَفسه وَلَا يَأْمُرهُم ببر لَا يأتمر بِهِ فَإِن النَّاس بأخلاق مُلُوكهمْ يستنون وعَلى شاكلتهم يجرونَ لأَنهم الْعلم الْمشَار إِلَيْهِ وَالْغَرَض الْمَقْصُود نَحوه
وَقد قَالَ بعض الْحُكَمَاء أصلح نَفسك لنَفسك يكن النَّاس تبعا