قال أبو عمرو بن العلاء (?): أجفأت القدر، إذا غلت فعلاها الزبد، فإذا سكنت لم يبق منه شيء. (?) وقال أبو عبيد الهروي (?): جفا الوادي، وأجفأ: إذا ألقى غثاء على جانبيه، وأجفأت القدر: إذا ألقت زبدها. (?)
{فَيَمْكُثُ:} فيلبث.
هذا هو المثل المضروب للحق والباطل، فالماء المنزّل مثل القرآن والوحي والإلهام والرؤيا النبويّة، والأودية مثل القلوب من هذه العلوم، مقدار ما تسعه، والسيل مثل العلم الحاصل من هذه الجهات، وزبده مثل ما يلقي الشيطان في الأمنية، أو يوسوس في التأويل، وما يذوب على النار من جواهر الحليّ والأمتعة مثل العلم المكتسب بالقرائح، وإعمال الفكر في الاعتبار والاجتهاد، وزبده هواجس النفس الأمّارة بالسوء {فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ} [الحج:52]، ويهدي الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه، ويبطل الآراء المدخولة بالرأي المتين الحنيفيّ؛ ليتمّ نوره ولو كره الكافرون.
25 - {لَهُمُ اللَّعْنَةُ:} عليهم اللعنة، و (اللام) مكان (على). ويحتمل: أنّ اللام لازدواج الكلام، واعتبار قوله: {لَهُمْ عُقْبَى الدّارِ} [الرعد:22]. ويحتمل: أنّ المراد به: حظّهم ونصيبهم ونعمتهم، وهذه الأشياء تضاف باللام.
26 - {يَبْسُطُ الرِّزْقَ:} يعطي الفضل.
{وَيَقْدِرُ:} يعطي ما لا يكفي الأقلّ منه في الآخرة في قياس الآخرة، وإضافتها إليها.
27 - وجه الجواب في قوله: {إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ. . .} الآية، وهو أنّ إنزال الآية الملجئة المسخرة (173 ظ) غير واجب عليه، فإنّ له أن يضلّ من يشاء بالخذلان واللبس، ويوفّق للهداية إلى دينه من وفّقه الإنابة إلى الاعتبار الصالح أول مرة.
28 - {الَّذِينَ آمَنُوا:} في محلّ الرفع.
{أَلا بِذِكْرِ:} عارض.