وبعضها بتلقين الموتى، (?) وهذه السّور (?) بالتّرهيب، والتشيب للطيفة من القوي، كما بلغنا أنّ بعض أهل الإلحاد تصوّر (?) له أنّه يحاكي القرآن بهذيان، فلمّا انتهى إلى قوله: {وَقِيلَ يا أَرْضُ اِبْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي} [هود:44]، انشقّت مرارته.

والثاني: أنّ هذه السّور كلّهن مكيّات، فلعلّهنّ (?) نزلن أيّام النّفير إلى الشّعب (?)، وأيّام وفاة خديجة (?)، رضي الله عنها، وأبي طالب (?)، فقوله: «شيّبتني هود وأخواتها» من كثرة ما لقي (?) من مكروه المشركين.

والثالث: أنّ نزول الوحي عليه (?) قد كان سهلا، وقد كان ثقيلا. روي أنّ النّبيّ عليه السّلام كان إذا نزل عليه الوحي يتبرّد وجهه، ويجد بردا في ثناياه. (?) وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، [عن أبي أروى الدوسي (?) رضي الله عنه] (?) قال: رأيت الوحي ينزل على النّبيّ عليه السّلام وإنّه على راحلته، فترغو، وتفتل يديها حتى أظنّ أنّ ذراعها تنفصم (?)، فربّما بركت، وربّما قامت موتّدة (?) يديها حتى يسرّى عنه؛ من ثقل الوحي، وإنّه ليتحدّر (?) منه مثل الجمان (?). (?) فيحتمل: أنّ جبريل عليه السّلام أنزل عليه سورة هود، وأخواتها على هذه الطّريقة الشّديدة؛ فلذلك شيّبنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015