المطلب الأول
نسبة الكتاب لمؤلفه
من أهمّ القضايا التي يبدأ المحقّق ببيانها وتوضيحها هي: هل هذا الكتاب لصاحبه أو أنّه منسوب إليه؟ وبخاصة إذا كان المؤلف من الإئمة الأعلام كالإمام عبد القاهر الجرجانيّ العلاّمة الأديب النحويّ البلاغيّ، فهذا يحتاج إلى جهد ومشقّة وعناء، وممّا يزيد الأمور تعقيدا ومشقّة أنّ السيرة الذاتيّة لهذا العالم الكبير، وعلى الرغم من شهرته، لا تسعفنا كثيرا في مثل هذه المسألة.
فأوّل من ذكر هذا الكتاب في كتب الفهارس والتي تذكر أسماء الكتب ومؤلّفيها هو حاجي خليفة في كتابه «كشف الظنون» فيقول: «درج الدرر في التفسير، مختصر للشيخ عبد القاهر الجرجانيّ ظنّا» (?)، وهذا الكلام يشكّك في نسبة هذا الكتاب للإمام عبد القاهر الجرجانيّ، كما ذكره إسماعيل باشا البغداديّ في «هدية العارفين» إذ يدرج في ضمن الكتب التي ألّفها الجرجاني كتابا باسم «درج الدرر في تفسير الآي والسور» (?)، وهذا أيضا يجعل في النفس شيئا من نسبة الكتاب وذلك لاختلاف العنوان.
ومما يثبت نسبة الكتاب إلى عبد القاهر الجرجانيّ ما يأتي:
1 - ما ورد في الأصول المخطوطة وعلى الصفحة الأولى من النسخ الأربع، التي تدلّ على أنّ المخطوطة له، إذ جاء في النسخة الأصل ما نصّه: «كتاب درج الدرر في تفسير القرآن العظيم للإمام العلامة علامة العالم، قدوة السلف والخلف عبد القاهر الجرجانيّ»، وفي النسخة الأخرى من مكتبة كوبرلي: «كتاب درج الدرر في تفسير القرآن العظيم، تأليف الإمام العالم العلامة وحيد دهره وفريد عصره عبد القاهر الجرجانيّ تغمّده الله برحمته»، وفي نسخة نور عثمانية يقول: «كتاب تفسير القرآن العظيم المسمّى بدرج الدرر، تأليف الإمام والحجة الهمام عمدة المفسرين وزبدة. . . (?) مولانا عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجانيّ تغمّده الله بالرحمة والرضوان». أما نسخة الأسكريال فكتب على صفحتها الأولى: «تفسير القرآن العظيم المسمّى بدرج الدرر، تأليف سلطان. . . (?) سيدنا الشيخ المحقّق عبد القاهر الجرجانيّ تغمّده الله برحمته آمين».