وفي الآية دلالة أنّ توبة الله عليه توبة العبد.

عن (?) كعب بن مالك قال: لم أتخلّف عن رسول الله في (?) غزوة غزاها حتى كانت غزوة تبوك إلاّ بدرا، ولم يعاتب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أحدا تخلّف عن بدر، إنّما خرج يريد العير فالتقوا عن غير موعد كما قال الله تعالى، ولعمري إنّ أشرف مشاهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في النّاس لبدر، وما أحب أنّي كنت شهدتها مكان بيعتي ليلة العقبة حيث تواثقنا على الإسلام، ثمّ لم أتخلّف عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد (?) في غزاة غزاها حتى كانت غزوة تبوك، وهي آخر غزوة غزاها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وآذن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم النّاس بالرّحيل وأراد أن يتأهّبوا أهبة غزوهم وذلك حين طاب الظّلال وطابت الثّمار، وكان قلّ ما أراد غزوة إلاّ ورّى بغيرها وكان يقول: الحرب خدعة، فأراد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم غزوة تبوك أن يتأهّب النّاس (?) أهبتهم، وأنا أسير ما كنت قد جمعت راحلتين، وأنا أقدر شيء في نفسي على الجهاد وخفّة الحاذ (?)، وأنا في ذلك أصغو إلى الظّلال وطيب الثّمار، فلم أزل كذلك حتى قام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم غاديا بالغداة وذلك يوم الخميس فأصبح غاديا، قلت: أنطلق إلى السّوق وأشتري جهازي ثمّ ألحق بهم، فانطلقت إلى السّوق بالغد فعسر عليّ بعض شأني فرجعت، فقلت:

أرجع غدا (?) إن شاء الله فألحق بهم، فعسر عليّ بعض شأني أيضا، فلم أزل كذلك حتى التبس بي الذّنب تخلّفت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجعلت أمشي في الأسواق وأطوف بالمدينة يحزنني أن لا أرى [إلا] (?) رجلا مغموصا عليه في النّفاق، وكان ليس أحد (?) تخلّف إلا رأى أنّ ذلك سيخفى (?) وكان النّاس كثيرا (?) لا يجمعهم ديوان، وكان جميع (151 و) من تخلّف عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بضعة وثمانين رجلا، ولم يذكرني صلّى الله عليه وسلّم حتى بلغ تبوك، قال: ما فعل كعب بن مالك؟ فقال رجل من قومي: خلّفه يا نبيّ الله برداه والنّظر في عطفيه، فقال معاذ: بئس ما قال والله يا نبيّ الله لا نعلم إلاّ خيرا، قال: فبينا (?) هم كذلك إذا هم برجل يزول به السّراب، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: كن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015