عليه وقد نهاك الله، فقال: أنا بين خيرتين، فنزل قوله: {وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ} [التّوبة:84] (?). وقول عمر: أتصلّي عليه وقد نهاك الله تعالى، تأويل منه لقوله: {لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ.} وقوله صلّى الله عليه وسلّم: أنا بين خيرتين، ردّ منه على عمر تأويله.

والدّليل على أنّ قوله: {وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ [ماتَ]} (?) نزل في هذه الحادثة بعد قول عمر قبل صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما روى أبو الزّبير عن جابر أنّ؟؟؟ أبيّ بن (?) سلول لمّا هلك جاء ابنه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال: يا رسول الله إنّك لم تشهده، ولم يزل يعتريه حتى أتاه وقد أدخل حفرته، فقال: يا رسول الله أفلا قبل أن يدخلوه حفرته، فاستخرج فتفل عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من قرنه إلى قدمه وألبسه قميصه (?)، دلّ أنّه لم يصلّ عليه صلاة الجنازة، ولكنّه كان مخيّرا بين الاستغفار وتركه لاستمالة عشائرهم وأولادهم.

والمقصود من لفظة السّبعين هي المبالغة دون العدد؛ لأنّها مأخوذة من السبع التي هي نهاية كثير (?) من الأعداد منها: عدد آيات فاتحة الكتاب، والسّور الطّوال، والمثاني، وعدد الثّابتين مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم حنين، وعدد السّموات والأرض والأنجم السّيّارة والأقاليم والأبحر والأيّام والألوان وأعضاء السّجود وطبقات النّار وليالي عاد وسني يوسف عليه السّلام والسّنبلات والبقرات وأشواط الطّواف وأشواط السّعي، وأركان الصّلاة وهي: الافتتاح والقيام والقراءة (?) والرّكوع والسّجود والتّشهّد والخروج، وأجناس أموال الزّكاة وهي: الذّهب والفضّة والإبل والبقر والغنم والخيل وما أخرجت الأرض، (147 و) وأجناس الحيوان كالطّائر والقافز (?) والماشي والزّاحف والعائم (?) والمنساب والمختلج، والجهات المستقيمة مع الحيثيّة.

وممّا أخذ من السّبع للمبالغة قوله: {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ} [البقرة:261]، وقوله: {ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً} [الحاقّة:32]، وقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة (?)، وسمّي السّبع سبعا؛ لأنّ قوّته مضاعفة، وفي الحديث أنّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015