وإرضاء الله لفظ مجاز وحقيقته إتيان ما يرضاه الله من الفعل (?)، والتغير حاصل في مبتغي الرّضا دون الله.
{يُرْضُوهُ} (?): عائد إلى الله. وقيل: (144 ظ) إلى رسوله، وهذا لكراهة الجمع بين اسم الله واسم من دونه في كتابة واحدة، ولهذا قال صلّى الله عليه وسلّم لمن قال (?): ومن يعصهما فقد غوى: (بئس الخطيب أنت) (?).
63 - {يُحادِدِ:} يشاقق ويجانب (?).
64
و65 - {يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ:} نزلت في جدّ بن قيس ووديعة بن حرام والجهين بن حميد، كانوا يسيرون فيما بين (?) العسكر بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غزوة تبوك يتحدّثون ويتضاحكون، وكان من كلامهم: يطمع هذا الرّجل أن يستولي على قصور الشّام وحصونها، فنزل، وقال صلّى الله عليه وسلّم لعمّار بن ياسر: أدركهم قبل أن يحترقوا وسلهم (?) عمّا هم فيه، فسيقولون لك:
إنّا {كُنّا (?)} نَخُوضُ في حديث العسكر {وَنَلْعَبُ،} فأدركهم عمّار فسألهم فقالوا: إنّا كنّا نخوض في حديث العسكر ونلعب، فقال: احترقتم حرقكم الله. فجاؤوا إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم معتذرين، وقال الجهين بن حميد: أنا ما تكلّمت بشيء ولكن كنت أضحك معهما، فمنّاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الجميل ووعد له التّوبة. وقيل: إنّهم كانوا أربعة نفر، والذي لم يكن يتكلّم هو المختبى، وقيل:
المخشى بن حمار (?).
وكيفيّة حذرهم عن نزول السّورة أنّهم يظنّون أنّ هذه السّورة من جهة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يتقوّلها من جهة نفسه فيهم وفي أمثالهم، فكانوا يكتمون عنه كفرهم لئلاّ ينزل من جهته (?) الرّفيعة شيء في شأنهم الوضيع.