فضرب الرّجل بسيفه ضربة في عنقه فلم يخدشه خدشة فكأنّما ضرب على صمدة (?)، فقال دريد: بئس شيء سلحته أمّك خذ سيفك من وراء المحمل واضربني به ولا تضرب على العظم ولا على الجلد المنزى ولكن اتبع اللّحم، ففعل الرّجل كما علّمه دريد فاحتزّ رأسه. وأعطى رسول الله أبا سفيان وأصحابه من هذه الغنيمة أموالا كثيرة يؤلّف قلوبهم بذكر الله، واستوحش الأنصار بذلك، ثمّ رضوا بحكم الله ورسوله، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أما ترضون أن يرجع النّاس إلى ديارهم بالأموال وترجعون إلى دياركم بنبيّ الله فاستهلوا بالرّضا والحمد لله.
{مَواطِنَ:} جمع موطن، وهو موضع القرار والسّكون (?).
و (الرّحب): «السّعة» (?). وقوله: {بِما رَحُبَتْ،} أي: ضاقت برحبها ومع رحبها (?)، وذلك من شدّة الخوف وانسداد سبيل الهزيمة بالدهش واستقبال العدوّ من (?) كلّ وجه.
27 - وقوله: {ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ} يحتمل أنّها عامّة، ويحتمل أنّها في الذين أتوا رسول الله مستسلمين يفدون الأسارى فمنّ عليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (?).
28 - {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ:} الحال تدلّ [على] (?) أنّهم مشركو العرب؛ لأنّهم كانوا يقربون المسجد الحرام ويختلفون إليه بالحجّ والعمرة دون سائر النّاس، وإن (?) اعتبرنا بالغالب من إطلاق الكتاب والسّنّة دلّ [على] (?) ذلك أيضا (?).
وهم عبدة الأوثان دون سائر الكفّار (?)؛ لأنّ الله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [الحجّ:17]، وقال صلّى الله عليه وسلّم: (من أسلم من أهل الكتاب كان أجره مرّتين وله ما لنا وعليه ما علينا ومن أسلم من المشركين كان له ما لنا وعليه ما علينا) (?). وإن اعتبرنا الشّأن والنّزول دلّ ذلك أيضا، قال أبو هريرة: كنت