حين خرجت تخاف من كنانة وبني بكر، وكان سراقة شاعرا مكينا في كنانة (?)، فعرض لهم في الطّريق وقال: إنّي جار لكم (?) من كنانة وإنّهم سيتبعونكم وينصرونكم، {فَلَمّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ} (?) شاهد سراقة [الملائكة] (?) وتولّى مدبرا، وكان قد شاهد مثله حين عرض للنّبيّ (?) صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكر الصّدّيق حين خرجا من مكّة وهاجرا إلى المدينة، وقال له الحارث [بن] (?) هشام:
أفرارا من غير قتال؟ فقال: {إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ} (?).
وأكثر المفسّرين على أنّ الشّيطان هو إبليس لعنه الله تزوى لهم في صورة سراقة بن مالك، أرسل إلى قريش: إنّكم تقولون خذلنا سراقة وانهزم عن النّاس وإنّي والله ما شعرت (?) بمسيركم حتى بلغني هزيمتكم (?).
و (الجار): المجاور في الحقيقة، إلاّ أنّه صار اسما للخفير والمجير؛ لأنّ الجيران كانوا يخفرون ويجيرون (?).
{نَكَصَ:} رجع وانقلب (?).
و (العقب): مؤخّر القدم (?).
49 - {إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ:} المعتقدون خلاف الإسلام (?).
{وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ:} شكّ وتردّد، من جملة (?) المنافقين. كانوا يستهزئون بالمؤمنين ويقولون: اغترّ هؤلاء بدينهم فيظنّون أنّه حقّ سينصرون به (?).