فقالوا (?): نحبّ أن نرى الله جهرة كما رأيته، قال: إنّي لم أر الله جهرة، ولم تسكن قلوبهم إلى قوله فأخذتهم الرّجفة، فقال موسى: {رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ} فإنّك قادر على ما تشاء ولك السّبيل والحجّة، ثمّ قال: {أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ} كما قالت الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها} [البقرة:30] (?)، وقال نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم: (أتعذّبهم وأنا فيهم (?)؟ أتعذّبهم وهم يستغفرون؟) (?).
وإنّما علم موسى عليه السّلام فعل السّفهاء بقوله تعالى: {فَإِنّا قَدْ فَتَنّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السّامِرِيُّ} [طه:85].
ثمّ أثنى عليه فقال: {إِنْ هِيَ إِلاّ (?)} فِتْنَتُكَ: أي: ما هي إلاّ ابتلاؤك وامتحانك، فإنّه لا طير إلاّ طيرك ولا إله غيرك.
{تُضِلُّ بِها:} بالفتنة (?) {مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ:} أي: بها وبغيرها.
156 - {وَاُكْتُبْ:} «وأوجب» (?).
{هُدْنا إِلَيْكَ:} «تبنا إليك» (?)، وقال ابن عرفة: سكنّا إلى أمرك، ومنه الهوادة (?). قيل (?):
ومن هذا اللّفظ اشتقاق لقب اليهود، وقيل (?): بل اللّفظة من لقبهم.
{عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ:} أي: يسع كلّ شيء إن شئت.
{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ:} بالآلاء والنّعماء (?).
{فَسَأَكْتُبُها:} أي: الحسنة في الدارين والرحمة (?)، أو الآخرة (?) نفسها للمذكورين