الخبرين (?) أحدهما لا بعينه (?)، وفائدة الآخر الإيهام واللبس، والتّقدير ههنا: إمّا إلقاء منك وإمّا تسليم لنا لنلقي.
وإنّما خيّروا موسى لجرأتهم ولاستواء الأمرين عندهم ولقصدهم قطع عذر موسى عليه السّلام من كلّ وجه (?).
116 - {قالَ أَلْقُوا:} سلّم لهم الابتداء ليتمكّنوا من سحرهم على طمأنينة وجرأة (?) وعقل، فيكون إبطاله بعد إتمامه أدلّ على الحقّ وأوقع في القلوب، ولو ابتدأ موسى لما تمكّنوا من سحرهم دهشا وحيرة (?).
{وَاِسْتَرْهَبُوهُمْ:} «أرهبوهم» (?) واستدعوا رهبتهم (?).
وإنّما وصف سحرهم بالعظم؛ لأنّهم حرّكوا الحبال والعصيّ في الرّمضاء بالحيل، وشبّهوا (?) الجماد بالحيوان بفعل أنفسهم في مقابلة الإعجاز من غير استعانة بالأرواح الخبيثة من الشّياطين مستبدّين (?)، فكان يصغر بجنبه كلّ سحر.
117 - {فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ:} «أي: فألقاها فإذا هي تلقف» (?). وإنّما قيل على لفظ الاستقبال؛ لأنّها تلقفت (?) شيئا بعد شيء (?). قال الكلبيّ: عظمت عصا موسى حتى كادت تسدّ الأفق، وفتحت فاها سبعين ذراعا، وأقبلت على فرعون فطوّقت رقبته بذنبها ثمّ فتحت فاها لتبتلعه، فاستعاذ فرعون بموسى (?)، فصاح موسى وأخذها فإذا هي عصا كما كانت (?). وعن السدّي أنّ فرعون هرب منها وأحدث (?). وقيل: ابتلعت الصّخور العظام،