شداد باليمن.

وأمر شداد مئة قهرمان تحت يد كلّ واحد منهم ألف من الأعوان ليبنوا له جنّة في بعض أفضية اليمن إلى الشّام أطيبها طينة ونسيما، فبنوا مدينة (?) عظيمة من الذّهب مفصّصة بالدّرّ والياقوت، وبنى غرفا أساطينها المها والجزع والفيروزج (?)، وأجرى فيها من المياه العذبة، وجعل الأنهار مطليّة بالذّهب والفضّة، وجعل ترابها المسك والجاري (?)، وصاغ من الذّهب أشجارا على حافّات الأنهار، وعلّق من أغصانها الفصوص كأنّها مثمرة بها. قيل: من حين ابتدئ له البناء إلى تمامه خمس مئة سنة. فبعث الله إليه هود بن خالد بن الخلود بن عيص بن عمليق ابن عاد يدعوه إلى العبادة والتّوحيد، فاستكبر عن الإيمان، وخرج من حضرموت متوجّها إلى جنّته لينزلها في ثلاثين ألف رجل (?) من أهل بيته وعشيرته الأقربين واثني عشر ألف رجل من العبيد والخول، فلمّا بقي بينه وبين جنّته مسيرة يوم أرسل الله عليه وعلى من معه وعلى قهارمته (?) وأعوانه بهذه الجنّة صيحة من السّماء فخرّوا جميعا هامدين، وغيّب تلك الجنّة عن أعين النّاس حتى دخلها عبد الله بن قلابة في زمن معاوية، كان قد خرج مع (?) أصحابه في طلب الإبل، فضلّ (?) الطّريق وانفرد عن أصحابه في بعض الأفضية فإذا هو بتلك المدينة، فدخلها وأخذ فيها حاجته، وخرج متوجّها إلى معاوية ليخبره، فأخفاه معاوية واستحضر كعبا وسأله عن حال مدينة على وجه الأرض من (?) صفتها كذا وكذا، فقال كعب: نعم يا أمير المؤمنين جنّة شداد وسيدخلها رجل من العرب صفته كذا وكذا، والتفت فإذا هو بعبد الله بن قلابة، فقال: هو هذا فدخلها أو سيدخلها (?)، فعجب معاوية من ذلك، ووجّه مع الرّجل سريّة ليدلّهم على تلك المدينة فلم يهتدوا وحيل بينها وبينهم (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015