ومن ذلك أيضا بيانه وهم مجاهد في أنّ (رمضان) من أسماء الله في أثناء كلامه على قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة:185] (?).
وفي توجيه إعراب (أحياء) من قوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ} [آل عمران:169]، نقل عن الزجاج أنّه «لو كان منصوبا على تقدير: احسبهم أحياء، لكان جائزا»، واعترض عليه بقوله: «وليس كذلك؛ لأنّ الأمر من الحسبان غير جائز» (?).
12 - كان للمؤلّف شغف كبير في مواضع غير قليلة من الكتاب بالرّوايات التّاريخيّة، ولا سيّما في سورة الأعراف، فذكر قصص عدد كبير من الأنبياء عليهم السّلام وما جرى لهم مع أقوامهم، وهو منسجم بذلك مع موضوع السّورة وجوّها العامّ. وقد فصّل في هذه القصص في بعض تلك المواضع إلى حدّ أنّه ذكر لنا أسماء أبناء إبراهيم ويعقوب عليهما السّلام وحتى توأمتي قابيل وهابيل (?). وإذا كان هذا التّفصيل قد لا يعني دارسي اللّغة فهو مهمّ بلا شكّ للمعنّيين بالسّير والتّواريخ والأخبار.
كتاب (درج الدّرر) زاخر بنقول مختلفة، وآراء كثيرة لأئمة التّفسير والحديث واللّغة والنّحو والفقه والقراءة تؤلّف مادّته العلميّة. وهذه النّقول والآراء تفصح عن المصادر التي اعتمد عليها المؤلّف في كتابه وإن خلا الكتاب من ذكر الكتب التي أخذ منها تلك النّقول.
وسأذكر عددا من الأعلام الذين أكثر المؤلّف من الإفادة منهم والنّقل عنهم وفاقا لترتيب وفياتهم، وأجتزئ بأمثلة قليلة ممّا أورده عن كلّ واحد منهم، وأمّا الآخرون الذين أقلّ من نقل أقوالهم فسأكتفي بذكر أسماء عدد منهم بحسب ترتيب وفياتهم أيضا.
وقد نقل عنه كثيرا من الآثار في التفسير والحديث والفقه، واستدلّ أحيانا بقراءات مرويّة عنه.
فنقل عنه أنّ المراد بالحجارة في قوله تعالى: {فَاتَّقُوا النّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ}