{ثُمَّ اِتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ:} من حليّكم (?).
وإنّما عرّفه لأنّه يعرف بالوصف في سورة طه (?)، وقيل (?): الألف واللام للمعهود.
وإنّما سمّاه عجلا مجازا (?). "والعجل ولد البقرة" (?).
{مِنْ بَعْدِهِ:} من بعد انطلاقه إلى الجبل (?).
52 - {ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ:} محونا الذنب عنكم (?) من قولك: عفت الريح الأثر (?)، وقيل (?): تركناكم ولم نستأصلكم بالقتل.
{مِنْ بَعْدِ ذلِكَ:} "من بعد اتّخاذكم العجل إلها" (?).
والكاف في ذلك موحّد؛ لأنّه علامة للخطاب، وليس باسم، ألا ترى لو قال: من ذا، جاز، فإذا جاز إسقاطه جاز توحيده (?).
{لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ:} لكي تظهروا ثناء الله وتحمدوه على عفوه عنكم، إذ الشكر قضيّة الإحسان سواء أريد أو لم يرد، فما أراد الله كان وما لم يرد لم يكن وهو على كلّ شيء قدير (?).
53 - {وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ:} يعني: التوراة، عن مجاهد، ذكرها باسمين كما يقال: سحقا وبعدا (?). ويقال (?): الكتاب: التوراة، والفرقان: نعته، والواو زائدة، قال الله تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ} [الأنبياء:48]. وقيل (?):
الفرقان: النصرة على فرعون، كقوله: {يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ اِلْتَقَى الْجَمْعانِ} [الأنفال:41]،