{نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ} كان المنافقون إذا رأوا رسول الله قد غشي عليه ليوحى إليه نظر بعضهم إلى بعض يتفقدون المسلمين المخلصين هل يجدونهم ناظرين إليهم متبعين أحوالهم فإن وجدوهم كذلك سكنوا ونكسوا رؤوسهم وقعدوا كارهين، وإن لم يجدوهم كذلك تفرعنوا بعقولهم وانصرفوا خوف الفضيحة فأنزل الله الآية فيهم (?)، وقوله: {صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} يجوز أن يكون على وجه الإخبار ويجوز أن يكون على وجه الدعاء.
{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ} عن أبي بن كعب، قال: آخر آية نزلت على رسول الله (?)، {لَقَدْ جَاءَكُمْ} الآية، {مِنْ أَنْفُسِكُمْ} أي: من العرب (?)، قال الزجاج (?): معناه أنه بشر مثلكم وفي الشواذ {أَنْفُسِكُمْ} (?) من النفاسة وهي الكرم والرفعة والقدر، {عَنِتُّمْ} أثمتم (?) تقول: عزّ عليَّ ما نزل بك، {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} على إيمانكم ورشدكم، {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} مثل قوله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} [آل عمران: 159] في الحديث: "أن النبي (?) لم ينتصر من مظلمة ظلمها قط ما لم تنتهك