المتخلفين، قال المؤمنون: والله لا نتخلف عن سريّة بعد هذا، فكانوا يخرجون السرايا ويتركون رسول الله (?) بالمدينة فأنزل، قال الكلبي: وفيه وجه آخر وهو أن أحياء من بني أسد قدموا على رسول الله (1) بالنساء والذراري فنزلوا في سكك (?) المدينة وأفسدوا الطريق على الناس فأنزل الله تعالى هذه الآية (?) يأمرهم بأن يفد من كل قبيلة وفد على النبي -عليه السلام- ولا يفدوا بأجمعهم.

وعن مجاهد أن رسول الله (1) كان أرسل بعض أصحابه إلى قبائل العرب دعاة يدعونهم إلى الإسلام ويعلمونهم الشريعة، فلما سمعوا ما نزل في المتخلفين عن رسول الله (1) خافوا أن يكونوا من المتخلفين فالتحقوا بالنبي -عليه السلام- (?) فأنزل الله الآية (?)، و (المتفقه في الدين) المنذر قومه إذا رجع هذا النافر إن كان مع النبي (?) بالمدينة، والله أعلم بالمراد. وقوله: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} يجوز أن يكون خبرًا حقيقيًا فإنهم لم ينفروا كافة قط منذ زمان رسول الله -عليه السلام- (?) إلى زماننا هذا، ويجوز أن يكون خبرًا بمعنى النهي (?)، وفي الآية دلالة أن خبر الواحد يوجب العمل والحذر وإن لم يوجب العلم لأن الطائفة اسم الواحد فصاعدًا.

{يَلُونَكُمْ} يجاورونكم، وفيها دلالة على كراهة أن يترك أهل كل ثغر جهتهم ويسير إلى جهة أخرى إلا بعد الكفاية والاستغناء، قال -عليه السلام-: "عصابتان من أمتي أحرزهما الله تعالى من النار: عصابة تغزو الهند وعصابة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015