وموضع سرّه، كنت أول القوم إسلامًا وأخلصهم إيمانًا وأشدهم يقينًا وأخوفهم قلبًا وأعظمهم غناءً في دين الله وأحوطهم على رسول الله (?)، وأحدبهم على الإسلام وأيمنهم على أصحابه وأحسنهم صحبة وأكثرهم مناقب وأفضلهمٍ سوابق وأرفعهم درجة وأقربهم وسيلة من رسول الله، وأشبههم به هديًا وخلقًا وسمتًا ورحمةً وفضلًا وأشرفهم منزلةً وأكرمهم عليه وأوثقهم عنده، فجزاك الله عن الإسلام وعن رسوله وعن المسلمين خيرًا، صدقت رسوله (?) حين كذبه الناس فسماك الله في تنزيله صديقًا فقال -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} [الزمر: 33] جاء بالصدق: بمحمد، وصدّق به (?): أبو بكر، واسيته حين بخلوا وكنت معه (?) عند المكاره حين عنه (?) قعدوا، وصحبته في الشدة أكرم صحبة {ثَانِيَ اثْنَيْنِ} وصاحبه في الغار، والمُنَزَّل عليه السكينة ورفيقه في الهجرة وخليفته في دين الله وأمته، فأحسنت الخلافة حين ارتدَّ الناس فقمت في دين الله قيامًا ما لم يقم به خليفة نبي قط، فنهضت حين وهن أصحابك وبرزت حين استكانوا وقويت حين ضعفوا ولزمت منهاج رسول الله (?) إذ هموا (?).

كنت خليفته حقًا لم تنازع ولم تصدع بزعم المنافقين وكذب الكافرين وكره الحاسدين وصغر الفاسقين وغيظ الباغين، فقصت بالأمر حين فشلوا ونطقت حين تتعتعوا ومضيت بنور الله إذ وقفوا واتبعوك فهدوا، وكنت أخفضهم صوتًا وأعلاهم قوتًا وأقلهم كلامًا وأصوبهم منطقًا وأطولهم صمتًا وأبلغهم قولًا وأكبرهم رأيًا وأشجعهم قلبًا وأشدهم يقينًا وأحسنهم عملًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015